-A +A
جاءت التطورات العسكرية الأخيرة على الساحة اليمنية، لتكون بمثابة جرس إنذار، لكل المراهنين على أن الوقت إذا امتد سيكون لصالح الحوثيين، إذ إن التقدم على الأرض من قبل قوات الشرعية اليمنية مسنودة بقوات التحالف العربي، الذي حدث في مدينة الحديدة وأطرافها خلال الأيام القليلة الماضية، كان حاسما ومطوقا لمدينة تعد رئة الحوثي وميناءه، وقاطعا للشريان الواصل بينها وصنعاء.

إن الميليشيات الحوثية الطائفية والإجرامية التي عاثت في أرض اليمن فسادا ودمارا، جاءتها الفرصة في جنيف، من أجل حل سياسي، ينهي حالة الصراع الدائر، ويعيدها بعد أن تسلم السلطة والسلاح، لتكون مكونا اجتماعيا وسياسيا ضمن مجموعة مكونات الشعب اليمني، إلا أنها أصرت على الرفض من خلال عدم الحضور، اعتمادا على ما تظنه دعماً من الأمم المتحدة لها.


وها هي الآن تأتيها الصفعة العسكرية تلو الأخرى، سواء في ما يجري في الحديدة، أو في التقدم الحاصل في محافظة صعدة، لتجعلها في وضع لا تحسد عليه، إذ لم تحصل على أي مكسب سياسي، في مقابل التراجع الحاصل لها عسكريا، إضافة إلى الاستنكار الدولي لعدم حضورهم إلى جنيف.

كل هذه النكسات التي حلت على رأس الحوثي ومن لف في فلكه، تؤكد أن هذه الجماعات ذات العقليات القادمة من كهوف العصور المظلمة، مهما طال بها الزمن، مصيرها الزوال، ورفعها من على صدور شعوب طاهرة، جثمت عليها في غفلة من الزمن، وآن تخليصها منها.